نبذة عن حياة الشهيد الأستاذ الطاهر حليس رحمه الله

 

هو الطاهر بن الحاج مبارك حليس.

ولد في الثالث من جويلية سنة 1943م بأولاد شليح، إحدى مداشر ولاية باتنة، وفيها نشأ وترعرع والتحق بأحد كتاتيبها فحفظ القرآن الكريم.

ثم التحق بمدرسة النشء الجديد فحصل على الشهادة الابتدائية مما مهد له الطريق للالتحاق بقسنطينة أين زاول دراسته في الزاوية الكتانية فحصل على الأهلية سنة 1964.

وبعد استرجاع الجزائر لاستقلالها، سافر إلى القاهرة وبها أتم تعليمه الثانوي فحصل على شهادة البكالوريا في العلوم سنة 1967م.

عاد إلى أرض الوطن واشتغل في حقل التعليم إلى أن توفرت له أسباب استكمال المسار الدراسي فالتحق بجامعة قسنطينة ليتخرج منها حاملا شهادة الليسانس في الآداب سنة 1973م مما أهله للالتحاق بالمعهد التكنولوجي بباتنة أستاذا مكونا حتى العام 1980م.

واصل دراسته العليا، فنال شهادة الماجستير من معهد الآداب واللغة العربية بجامعة باتنة سنة 1986م بالرسالة الموسومة بـ"اتجاهات النقد العربي وقضاياه في القرن الرابع الهجري ومدى تأثرها بالقرآن".

تولى إدارة المعهد الوطني للتعليم العالي للعلوم الإسلامية، منذ نشأته في سبتمبر 1987 إلى غاية أكتوبر سنة 1994.

سجل أطروحة الدكتوراه في إعجاز القرآن، وأتمها وكان بصدد الاستعداد لمناقشتها، إلا أن ذلك لم يتم بسبب تعرضه لعملية اغتيال مساء يوم الجمعة 21 أكتوبر 1994م، عندما كان عائدا إلى بيته بعد أدائه لصلاة المغرب في مسجد الإمام علي القريب من مقر سكناه.

وكان قبل ذلك قد ألقى خطبة الجمعة في مسجد فسديس الذي كان قد تعود الخطابة فيه لعدة سنوات، وكانت خطبته الأخيرة عن مكانة العلم والعلماء في الأمة.

شيع جنازته الآلاف من أصدقائه وتلاميذه ومحبيه بعد ظهر يوم السبت 22 أكتوبر 1994م، وكان زميله وصديقه الدكتور أحمد رحماني هو من تولى إلقاء كلمة تأبينه.

وقد طبعت رسالته التي نال بها شهادة الماجستير في مطبعة قرفي، وصدرت ضمن منشورات جامعة باتنة، سنة 1996م، في 406 صفحة.

عُرِفَ بتواضعه المثالي. كما عرف ببساطته النادرة، في كلامه وسلامه، في حديثه وصمته، في ملبسه ومركبه ومسكنه، في جلوسه ووقوفه ومشيته.

وتميز بالكرم المنقطع النظير، والتفاني في خدمة المصالح العامة بشكل يجعله في أحيان كثيرة ينسى حقوق أسرته وأولاده.

رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.